القرآن ـ ككل ـ بيان للناس ، إلا الخاص منه كمفاتيح سور وتأويلات أحكام غير مذكورة في القرآن ، فمجال تفهم خاصة الخطابات ـ كهذه ـ مفسوح لمن تدبر فيها حقه ، مهما لا يصل إلى حاقها.
فكتاب التدوين : القرآن ، هو ككتاب التكوين ، هما للناس كافة بمختلف درجاتهم في الاستعدادات الخلقية ، والتي تنبو قضية درجات المساعي قدرها ، لكلّ حسب سعيه وقدره.
ذلك ، ومن آيات القرآن ما هي لائحة لمن يعرف لغة القرآن ، وهي قدر الواجب من معرفة الشرعة ، ومنها ما يختص بالمعصومين كتأويلات الآيات ، ومنها عوان بين ذلك وهي تختلف ظهورا وغموضا حسب مختلف الاستعدادات والقابليات والفاعليات.
فترى «إذ أخذ» حكاية عن زمان سابق لواقع ذلك الأخذ؟ و «بني آدم» لمّا يخلقوا عن آخرهم حتى يعنى هنا سابق الأخذ!.
إنه أخذ علمي في الصميم في حقل خلق الإنسان ، أنه يخلق على طول الخط بهذه الفطرة التوحيدية ، أخذا ربانيا في العلم ، يحذوه أخذ في الخلق دونما استثناء.
ف «إذ» هنا حكاية عن العلم المصمّم دون طليقه ، فإنه أزلي ليس
__________________
ـ «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» (٥ : ٦٧) «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً» (٦ : ١١٥) «وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ» (٦ : ١٢٦) «خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ» (١١ : ١٠٧ ـ ١٠٨) «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ» (٧ : ١٦) «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً» (١٠ :) ٩٩) «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» (١١ : ١١٨) «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» (١٥ : ٩٩) «ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ» (١٦ : ١٢٥) «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا» (١٩ :) ٧١) «وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ» (٦٩ : ١٧) «وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» (٨٩ : ٢٢) «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها. بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها» (٩٩ :).