له زمان ، بل هو صميم العلم منذ بدء خلق هذا النوع.
و «أخذ» حكاية عن أصيلة خلق الإنسان بحصيلته التوحيدية الفطرية ، فهو ـ إذا ـ مأخوذ بحكم الفطرة التي فطره الله عليها و (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
وترى بعد أن «ذريتهم» مأخوذة من ظهر آدم كما تقول رواية؟ وهي تطارد نص الآية : (مِنْ بَنِي آدَمَ ـ مِنْ ظُهُورِهِمْ ـ ذُرِّيَّتَهُمْ) دون «من آدم ـ من ظهره (١) ـ ذريته»؟ فما آدم نفسه مأخوذا من ظهره شيء في هذه المعركة!.
__________________
(١) في الكافي باسناده عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) قال : اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربه ورواه مثله في التوحيد عن عمر بن أذينة عنه (عليه السلام). ومثله في غوالي اللئالي وقال (عليه السلام) أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالنور ثم كلمهم وتلا (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى).
أقول : هذا التفسير خلاف نص الآية فهو مدسوس على الإمام (عليه السلام)!
وأخرج ما في معناه في الدر المنثور ٣ : ١٤٣ عن جماعة عن مسلم بن يسار والجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ) فقال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) سئل عنها فقال : إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون تم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار ويعمل أهل النار يعملون فقال الرجل يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ففيم العمل فقال : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار أقول : وهو إضافة إلى مخالفة الآية في أخذ الذرية مخالفة للضرورة حيث يصرح بالجبر في عمل أهل الجنة وأهل النار ، ومثله روايات أخر رواها في الدر المنثور عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكلها مردودة بمخالفة القرآن.
وفيه ما يوافق الآية في أخذ الذرية من ظهر بني آدم في ١٤٣ ـ عن جماعة عن هشام بن حكم أن رجلا أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال أتبتدء الأعمال أم قد قضي ـ