__________________
ـ ومن كلامه (عليه السلام) في عرض برنامج حكمه ألا وأيما رجل استجاب الله ورسوله وصدّق ملتنا واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده ، فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسّم بينكم بالسوية ، لا فضل فيه لأحد على أحد ، وللمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجرا ولا ثوابا وما عند الله خير للأبرار ومن كلامه في الفيء الخاص بالله وبالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم): وأما هذا الفيء فليس لأحد على أحد أثرة فقد فرغ الله من تقسيمه وأنتم عباد الله المسلمون وهذا كتاب الله به أقررنا وله أسلمنا.
وفيما اعترض عليه طلحة والزبير لماذا لم يفضلها على غيرهما يقول : والله لا استأثر عليكما ولا عبدا مجدعا بدرهم فما دونه لا أنا ولا ولدي هذين الحسن والحسين.
وفي الخطبة (١٢٥) من النهج ومن كلام له (عليه السلام) لما عوتب على التسوية على العطاء : أتأمرونيّ أن أطلب النصر بالجور فيمن ولّيت عليه ، والله لا أطور به ما سمّر سمير وما أمّ نجم في السماء ولو أن المال لي لسويت بينهم فكيف وإنما المال مال الله.
وفي روضة الكافي (٣٤ والوسائل ٢ : ٣١) عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما وليّ علي (عليه السلام) صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : إني والله لا أزرئكم من فيئكم هذا درهما ما قام لي غدق بيثرب فلتصدقكم أنفسكم أفتروني مانعا نفسي وأعطيكم؟ فقام إليه عقيل فقال : والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواء؟ فقال : اجلس أما كان هاهنا أحد يتكلم غيرك وما فضلك عليه بسابقة أو تقوى.
وفي البحار (٨ : ٣٩٣) خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة وإن الناس كلهم أحرار وليكن خول بعضكم بعضا ، فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمن به على الله جل وعزّ إلّا وقد حضر شيء ونحن مسوّون فيه على الأسود والأحمر ، فقال مروان لطلحة والزبير ما أراد بهذا غيركما ، قال فأعطي كل واحد ثلاثة دنانير وأعطى رجلا من الأنصار ثلاثة دنانير وجاء بعد غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير فقال الأنصاري يا أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا غلام أعتقته بالأمس تجعلني وإياه سواء فقال (عليه السلام) إني نظرت في كتاب الله فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلا.
وفي البحار (٨ : ٣٦٧) ابن الأثير في كامل التواريخ في بيعته (عليه السلام) بعد مقتل عثمان : ولما أصبحوا يوم البيعة وهو يوم الجمعة حضر الناس وجاء علي (عليه السلام) وصعد المنبر فقال : يا أيها الناس من ملأ وأذن إنّ أمركم هذا ليس لأحد حتى إلّا من أمّرتم وليس لي أن آخذ درهما دونكم فإن شئتم قعدت لكم وإلّا فلا أحد على أحد.