ذلك ، وأما حرمة الصدقات على بني هاشم لأنها أوساخ ما في أيدي الناس فمما يستدل به لها :
__________________
ـ فقالوا نحن على ما فارقناك عليه بالأمس فقال : اللهم اشهد.
ثم يذكر قصة طلحة والزبير أنهما قالا بشأن التسوية له (عليه السلام) : خلافك عمر بن الخطاب في القسم إنك جعلت حقنا في القسم كحق غيرنا بخيلنا وظهرت عليه دعوتنا وأخذناه قسرا وقهرا ممن لا يرى الإسلام إلا كرها فقال (عليه السلام) : وأما القسم والأسوة فإن ذلك أمر لم أحكم فيه بادئ بدء قد وجدتكما ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يحكم بذلك وكتاب الله ناطق به وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأما قولكما جعلت فيئنا وما أمأذته بسيوفنا ورماحنا سواء بيننا وبين غيرنا : فقد بما سبق إلى الإسلام قوم ونصروه بسيوفهم ورماحهم فلا فضّلهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في القسم ولا آثرهم بالسبق والله سبحانه موفّ السابق والمجاهد يوم القيامة أعمالهم فليس لكما والله عندي ولا لغير كما إلّا بهذا.
وفي مناقب ابن شهر آشوب (٣ : ١١١) في رواية عن أبي الهيثم بن التهيان وعبد الله بن رافع أن طلحة والزبير جاءا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالا ليس كذلك كان يعطينا عمر قال : فما كان يعطيكما رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فسكتا ، قال : أليس كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقسم بالسوية بين المسلمين قالا نعم ، قال : فسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أولى بالاتباع عندكم أم سنة عمر؟ قالا سنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، يا أمير المؤمنين لنا سابقة وعناء وقرابة ، قال : سابقتكما أقرب أم سابقتي ، قالا : سابقتك قال : فقرابتكما أم قرابتي؟ قالا قرابتك ، قال : فعناءكما أعظم من عنائي؟ قالا : عناؤك قال : فو الله ما أنا وأجيري هذا إلّا بمنزلة واحدة وأومأ بيده إلى الأجير.
وفي نهج البلاغة (الخطبة ٢١٩): والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سوّدت وجوههم بالعظام وعاودني مؤكدا وكرّر عليّ القول مردّدا فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي ، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها ، وكاد أن يحترق من ميسمها ، فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجّرها جبارها لغضبه أتئن من الأذى ولا تئن من لظى؟.