مُحِيطٌ (٤٧) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (٤٨) إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٤٩)
(إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٤٣).
هنا وبالتأتي سرد لإعدادات روحية نوما ويقظة كسبب من أسباب هزيمة العدو العظيمة (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً) على كثرتهم فانجر إلى رؤيتهم في يقظتك قليلا (وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً) كما هم كثير «لفشلتم» في الأمر (وَلَتَنازَعْتُمْ) في الأمر : أمر الحرب ، لتثاقل الأقدام في الإقدام عليها قضية التكتيكة الحربية الظاهرة (وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ) لكم العدو ، بما سلم لكم معدات الإنتصار ، فسلم لكم الغلبة الباهرة الخارقة للعادة ف (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ).
فحين أراهم الله في منامه قليلا فهو (صلّى الله عليه وآله وسلم) يخبر المؤمنين بما رآه تشجيعا لهم على الخروج ، فلو أراه إياهم كما هم فأخبرهم بما هم لفشلتم في التصميم ولتنازعتم في الصميم ولكن.
(وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
__________________
ـ (عليه السلام) خطب بها يوم الغدير وفيها «ولم يدع».