وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فقد ينصر هؤلاء القلة المؤمنة على هؤلاء الكثرة الكافرة كما فعل.
أجل والفئة الكثيرة غير المتوكلة على الله ليست لتتغلب على الفئة القليلة المتوكلة على الله ، (فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) يعز المتوكلين عليه «حكيم» يضع النصرة مواضعها الصالحة ، فالمنافقون والذين في قلوبهم مرض هم مع المشركين ليسوا ليدركوا أسباب الإنتصار والهزيمة المستورة وراء الأستار ، وإنما يرون مظاهر دون أن تهديهم بصيرة إلى مسايرها ومصايرها (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) فلا جرم ـ إذا ـ يظنون المؤمنين في مسرح بدر وما أشبه مغرورين مخدوعين بالدين ، واردين موارد الهلكة بتعرضهم لقتال المشركين.
(وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٥٠) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٥١) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (٥٢) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ