ويخاطب صاحبا له عيّر مسلما بأنه ابن أمه : «أعيرته بأمه؟ إنك امرء فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم ـ عبيدكم ـ جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان إخوة تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يفلهم فإن كلفتموهم فأعينوهم».
ويسأله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن عمر قائلا : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كم نعفو عن الخادم إذا أساء؟ فصمت برهة ثم قال : أعفو عن الخادم كل يوم سبعين مرة.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فليجلسه وليأكل معه ، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
فلا تعني شرعة الرق في الإسلام إلا التثقيف إجباريا للأسرى الكفرة في بيوت المسلمين ، وإلا التجنب عن الفوضى السياسية والدينية إن ظلوا أحرارا فأضلوا كما ضلوا.
ذلك ، فالاستعباد في النظام الإسلامي لا يعني الاستبداد والملكية الظالمة وسلب الحرية الصالحة ، إنما يعني تحرير الإنسان الكافر من عبودية الأصنام والطواغيت ، كما أن المدارس الداخلية التي تسلب حرّية ليست بحريّة للإنسان لتعطيه حرّية هي له حريّة أن يتعرف إلى ما يصلح له ويصلحه.
أجل ، وإن الرقية في الإسلام استعباد لله خروجا عن عبودية العباد ، وأحسن به حرية حريّة بالإنسان أن يخرج من ظلمات الجهالات والرجعيات فيعيش عيشة عالمة عارفة حريّة في التدرج إلى مدارج الإنسانية العالية الغالية.
ذلك ، في حين نرى من هؤلاء الناقدين على الاسترقاق في الإسلام ، أنهم يسترقون ويستعبدون جماهير الضعفاء والمستضعفين أمما بأجمعهم ، مسيطرين عليهم في كل نواميسهم بكل الأبواب السبع الجهنمية : استكبارا واستعمارا واستثمارا واستحمارا ، واستبدادا ،