وقد تقتضي قضية الحال في ذلك الإعلام والأذان العام أن يكون يوم الحج الأكبر ، حيث يجتمع فيه المشركون مع المسلمين من كل أنحاء الجزيرة ـ أم وسواها ـ دون أوّل رجب أم قبله ، ولتتم الحجة على المشركين ، فهذه الأربعة الحرم ـ إذا ـ هي غير الأربعة الشهيرة حيث يحرم فيها القتال ، وقد يؤيده (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) أولا منكرة ، ثم وظاهرها التتابع ولا تتابع بين الأربعة الشهيرة ، وإن لحقتها (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) حيث تعنيها منذ يوم الحج الأكبر.
ولأن «الشهر» هي حسب المتعود ثلاثون يوما ، فالأربعة الحرم هنا مائة وعشرون يوما منذ عرفة أو الأضحى إلى العاشرة أو الحادية عشر من ربيع الثاني.
ثم الأربعة الحرم المعروفة لها حكمها على طول الخط لكافة المكلفين ، دون هذه الأربعة الخاصة بذلك الموقف المخصوص بذلك الأذان.
إذا فالأرجح ـ على الأشبه ـ هو الأربعة الحرم البادءة ـ هنا ـ من يوم الحج الأكبر ، دون الحرم العامة وهي «رجب ـ شوال ـ ذو القعدة ـ ذو الحجة».
ف «رجب» خاصة لخاصة العمرة والثلاثة الباقية للحج ، أم «المحرم» بديلا عن «شوال» ولكل رواية وعلى أية حال ف «تلك أربعة حرم» ظاهرة في المتواصلة وهي الأربعة الأخيرة.
فهذه الأربعة الحرم ، أمان على طول الخط ، اللهم إلا للذين حاربوا فيها فواجب الدفاع قدره ، وتلك أمان مؤقت لتلك الأربعة في تلك السنة الخاصة.
«فسيحوا» أيها المشركون الناقضون للمعاهدة «في الأرض» : العاصمة وسواها حرما وسواه (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ثم (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) فيها أم في سواها (وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) حيث لا يفلت عنه قالت ولا يفوت عنه فائت.