وآيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها (١).
ذلك هو القرآن الذي نؤمر باتباعه على مدار الزمن ، وما أظلمه وأجهله من يفترى عليه التحريف والتجديف ، وإليكم رواية عن عالمين علمين ينقلان قصة رثّة مزرءة عمن ألف كتابا حول تحريف القرآن وعوذا منه ومن أضرابه بالله ما أجهلهم وأغفلهم عن ناموس الإسلام وعصمته (٢).
__________________
(١) المصدر (٦٤) عن الكافي ٢ : ٤٤٦ عن حفص بن غياث عن الزهري قال سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول :
وفيه (٦٦) عن الشهيد الثاني في أسرار الصلاة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود : اقرأ علي ، ففتحت سورة النساء فلما بلغت : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) رأيت عيناه تذرفان من الدمع فقال لي : حسبك الآن وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ولانت عليه جلودكم فإذا اختلفتم فلستم تقرؤنه».
(٢) أحدهما المرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله ، قال لي : إن المرحوم حيدر قلي خان المعروف ب «سردار كابلي» وهو من أعاظم العلماء الجامعين بين الدراسات الإسلامية والعصرية ، طلب منه المغفور له المرجع الأعظم السيد البروجردي أن يأتي إلى قم ليستفاد منه في الحوزة حول العلوم العصرية والكتب السماوية وما أشبه فأجابه ، وفي يوم من أيامه الأولى أتى إلى بيتي ، ولأنه كان من تلامذة الحاج ميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل ، بهذه المناسبة سألته ، ماذا حمل أستاذكم على تأليف كتابه : (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) الذي هو مزرءة مخجلة بالكتاب العزيز ، وذريعة للنقد والتهجم عليه من قبل المعاندين؟ فمكث هنيئة يبكي ، فقلت له : هل أسأت الأدب في سؤالي هذا؟ قال : لا ، ولكن خطر ببالي خاطرة خطيرة مزعجة عن سبب تأليف هذا الكتاب ، وهي أنني كنت ممن يساعد الشيخ في جمع المسانيد لكتابه: مستدرك الوسائل ، فإذا حضر سيد معمم هندي وسلم عليه وقال : أيها الشيخ الجليل هل كان اسم إمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام) في القرآن؟ قال : نعم ولكنهم حذفوه عنه ، قال : أفهكذا يظلم إمامنا وأنتم ساكتون؟ أترجّى منكم بكل إصرار أن تكتبوا لي كل يوم صفحة مما جرى على ضوء رواياتنا حول ما نقص عن القرآن حتى تثلج صدورنا بما كان ـ