(إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)(٤).
تلكم البراءة الربانية والرسولية خاصة بالذين نقضوا عهدهم من المشركين ، أما القائمون بعهدهم إلى مدتهم ، غير الناقضين له ولا المظاهرين عليكم عدوا (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ومن التقوى أن يتقى نقض عهد غير منقوض مع المشركين فضلا عمن سواهم!
إذا فمن الطغوى نقض العهد أو نقصه ، فالعهد الصالح أيا كان لا ينقض ولا ينقص من قبل المؤمنين مهما بلغ الأمر فيه ، ما لا ينقضه أو ينقصه المعاهد : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) فمن الخيال الخاوي والاستهواء الواهي سماح نقض العهد منّا مع المسلمين لصالح الدولة الإسلامية! فهل من صالح الإسلام أن ينقض حكم من أحكامه وفيه انقضاض ظهره وانفضاض المدعوين إليه عنه؟!
فالعهد الإسلامي محترم على أية حال مع غير المسلمين فضلا عن المسلمين ، وهو مخترم مع الذين ينقضون عهدهم ف (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ
__________________
ـ تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً) رغم أن الآية هي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) تأكيدات تسع حول الحفاظ على الذكر المنزّل ـ لا المنزل ـ إذ إن «نزلنا» تعني تدريجية النزول فلا تعني الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) نفسه بل هو القرآن حيث تدرج نزوله عليه؟ قال : نعم ، ولكنه لم تكن له فرصة تتيح له أن يراجع القرآن ، قلت : أجل كانت فرصة متاحة لجمع هذه الأساطير نقضا لعصمة القرآن ، فلم تبق له فرصة لمراجعة القرآن حتى ينقل الآية التي يعني نقض دلالتها على صيانة القرآن كما هي في القرآن!!!
قال صاحب الذريعة فهو على أية حال ما كان قائلا بتحريف القرآن وقد كتب كتيّبا حول صيانة القرآن عن التحريف وذكر فيه انني ما أرضى أن يطالع (فَصْلَ الْخِطابِ) قبل إلا أن يطالع رده ، فقلت له : وا فضيحتاه من اعذار الشيخ وأفاعيله!.