لسائر المضايقات حملا عليهما من باب الأمر بالمعروف المفروض بمراتبه.
ثم وقتل المسلم لتركه الصلاة أو الزكوة يحتاج إلى قاطع الدليل (١)
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٢١٣ ـ أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري وكانت له صحبة قال : بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته فجاءه الرسول فرده فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اذهب إليه فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه ، وفي آيات الأحكام للجصاص ٣ : ١٠١ روى معمر عن الزهري عن أنس قال لما توفي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ارتدت العرب كافة فقال عمر يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب كافة ، فقال أبو بكر إنما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا شهدوا أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكوة منعوني دماءهم وأموالهم ، والله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لقاتلتهم عليه ، وفيه روى مبارك بن فضالة عن الحسن قال : لما قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ارتدت العرب عن الإسلام إلا أهل المدينة فنصب أبو بكر لهم الحرب فقالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله ونصلي ولا نزكي ، فمشى عمر والبدريون إلى أبي بكر وقالوا : دعهم فإنهم إذا استقر الإسلام في قلوبهم وثبت أدوا ، فقال : والله لو منعوني عقالا مما أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لقاتلتهم عليه وقاتل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على ثلاث : شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكوة وقال الله تعالى : (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) والله لا أسأل فوقهن ولا أقصر دونهن ، فقالوا له : يا أبا بكر نحن نزكي ولا ندفعها إليك ، فقال : لا والله حتى آخذها كما أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأضعها مواضعها ، وروى حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين مثله ، وفيه روى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال : لما قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) واستخلف أبو بكر وارتد من ارتد من العرب بعث أبو بكر لقتال من ارتد عن الإسلام فقال له عمر يا أبا بكر ألم تسمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فقال : لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لقاتلتهم عليه ـ
وفيه ١٣ عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكوة فارقها والله عنه راض.