مواضع الاسترشاد فالرشاد ، دون رفض للمستجير زعم أنه كاذب أو محتال ، فالأصل ـ على حائطة ـ صدق المستجير ، ما فيه محتمله (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ).
وهل هذه الإجارة تختص بالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ أم ومن يخلفه في القيادة الحربية؟ أم تعم كل المؤمنين المحاربين حين تكون الإجارة صالحة لا تحمل خطرا على جيش الإسلام.
«أجره» بعد خطابات جامعة تصلح خطابا لكل فرد فرد من المؤمنين وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوله : «من استجاركم فأجيروه» (١) و «يجير على المسلمين أدناهم» (٢) حتى «النساء والعبيد» (٣).
وهنا (كَلامَ اللهِ) الطليق في صيغته ، لا يعني طليقا منه في محتواه ، إنما هو (كَلامَ اللهِ) الذي يهديه هديا صالحا إلى الله ، فتلاوة آيات الطلاق والعدة وما أشبه ليست لتنفع المشرك ، إنما هي الآيات المبرهنة لتوحيد الله وصدق هذه الرسالة ، حاملة الحكمة والموعظة الحسنة ، فإن لكلّ مجال مقالا ولكل مقال مجال.
فقد خصصت هذه الآية ـ آية : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وخصتها بالمعاندين الذين ليسوا ليسمعوا كلام الله تحريا عن الحق ، فإنما هم فاتنون ضالون مضللون صادّون عن سبيل الله حيث يبغونها عوجا ، ولأن الفتنة أكبر وأشد من القتل ف (قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (٢ : ١٩٣) وعلى ضوء هذه الآية تعرف الحقائق التالية :
١ السمع الصالح لكلام الله للتحري عن الحق يكفى حجة
__________________
(١) مفتاح كنوز السنة نقلا عن حم ـ ثان ص ٩٩.
(٢) المصدر عن حم ـ ثان ص ٢١٥ و ٣٦٥ ، رابع ص ١٩٧ ، خامس ص ٢٥٠ ، هش ـ ص ٤٦٩ ، قد ـ ص ٣٣٩.
(٣) المصدر بعنوان «إجارة النساء والعبيد» عن بخ ـ ك ٥٨ ب ٩ ، بد ـ ك ١٥ ب ١٥٥ ، تر ـ ك ١٩ ب ٢٦ ، مى ـ ك ١٧ ب ٥٨ ، عد ـ ج ٨ ص ٢١.