بَلِيغاً) يبلغ إلى شغاف أنفسهم ، فعلى قيادة الجيش الإسلامي هذه الرعاية الشاملة الكاملة الكافلة لإسماع حجة الحق على ضوء كلام الله.
٦ ولأن «استجارك» تفرض السماح لسماع كلام الله ، فكذلك في بدء القتال والملاحقة من المفروض الدعاء الحق قبله بما يقنع ثم القتال ، ف (إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذين لم يسمعوا إلى كلام الله ، أم سمعوا والتهوا ، أم على أية حال لم يقتنعوا أم تمنّعوا عن سماعه ثم استجاروا «فأجره» حيث القصد من القتال توجيههم إلى الله بداية أم نهاية وعلى أية حال ، ف (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى).
ذلك ، فمجرد احتمال أن المشرك في طريق التحري ، ليس فقط ليحرم ملاحقته قتلا أو حصرا ، بل ويسمح للاستغفار له وكما فعله إبراهيم لما سمع آزر يقول (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) فاستفاد من ذلك أنه يعني مهلة للتفكير فاستغفر له ، ف (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ. وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) (٩ : ١١٤).
ذلك ، وهل تختص هذه الاستجارة بما تعني سماع كلام الله لمكان (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)؟ طليق «استجارك» يطلقها إلى غير هذا المعنى ، فقد يعني ذلك الإطلاق اغتنام الفرصة في هذا المجال لإسماعه كلام الله ، حيث الاضطرار يحمل الناكر للحق أيا كان ليسمع كلام الله حفاظا على صالحه المقصود من استجارته ، فإذا سمع كلام الله سمع التدبر لا الإدبار (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) إذ لا يعني من «يسمع» إلّا سمع التفكر والاهتداء دون سواه من سمع لا يغني سامعه شيئا حيث لا يعني الاستنارة به.
فالمشرك المستجير عند الملاحقة يجار على أية حال (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) سواء أكانت استجارته لذلك أم لسواه ، فإنما القصد هنا