ثم آية العقل وسائر الآيات الأنفسية الواسطة بين العقل والفطرة ، وبينها وبين الآيات الآفاقية ، من النبيين وكتاباتهم وآياتهم ، ومن الكائنات ككل ، وفي كل شيء له آية تدل على أنه صانع.
فبقدر ما يؤتي الإنسان من آيات الله يرجى منه بنفس القدر أن يرتفع بها من الحياة الأرضية إلى الحياة السماوية ، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه وكان أمره فرطا ، فاحصا عن الحيونات ، لاهثا وراء الفرعنات والنمردات.
وكم من عالم عيلم نراه على مدار التاريخ يعلم دين الله بزيادة بالغة ولكنه يزيغ عنه ويزيغ ، إعلانا للبدع ، واستخداما لشرعة الله في التحريفات المقصودة والفتاوى المطلوبة أو المتطلّبة للأهواء والمصلحيات! منسلخا من آيات الله ، منتهيا إلى كلب الكلاب بلهثات لا تنقطع كما الجحيم حيث يقول كما تقول : هل من مزيد؟.
إنهم يلهثون وراء هذا الأدني الأركس ، وراء الحطام ، وراء الشهوات والأهواء ، ولا حدود لهذه اللهثات ولا تنقطع أبدا إلّا بانقطاع أنفاسهم النحيسة البخيسة الخبيثة.
هؤلاء هم أشر خلق الله ، وأخطر على دين الله من الكلاب اللاهثة الضارية في ضرايع الغنم!
كلام حول قصص القرآن :
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) هنا ، و (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) في يوسف (١١١) و (كُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (١١ :) ١٢٠) و (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) (٦ : ٥٧) وما أشبه.
إنها تعريفات بالقصص القرآنية أنها تعني للرسول نفسه تثبيت فؤاده على بلاغه الرسالي دونما تلكؤّ وتهامل ، أم يأس من فاعليها ، وللمرسل