عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهي في القرآن (١).
وظاهر التعبير في الكتاب والسنة عن (الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أنها توقيفية لا يجوز الزيادة فيها ولا النقص عنها ، بل وهما من الإلحاد في أسماءه تعالى ، كمثل «العلة» «علة العلل» «واجب الوجود» وما أشبه ف (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (٣٧ : ١٦) وأسماء الله تعالى هي توصيفات له سبحانه ، «ان الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون» (٢).
ذلك ، وكما أن اشتقاق أسماء للخلق من أسماءه الخاصة هو من الإلحاد في أسماءه تعالى ، كإلهة من الإله وما أشبه (٣)(وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) جهلا بغير علم ، فالذي يلحد في أسماءه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ويكفر به ، وهو يظن أنه يحسن ، ولذلك قال : وما يؤمن أكثرهم بالله إلّا وهم مشركون «فهم الذين يلحدون في أسماءه بغير علم فيضعونها غير مواضعها» (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ١٤٨ ـ أخرج أبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة وهي في القرآن ، أقول : وهذه التسعة والتسعون لما تطابق بما ذكرناه من المائة وخمسة وأربعين ، نجدها فيها والستة والأربعون هي من المكررات الراجعة إلى التسعة والتسعين ، وقد نقل هذا العدد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في بخ ـ ك ٥٤ ب ١٨ ، ك ٨٠ ب ٦٨ ، ك ٩٧ ب ١٢ مس ـ ك ٤٨ ح ٥ و ٦ ـ تر ـ ك ٤٥ ب ٨٢ ـ مج ـ ك ٣٤ ب ١٠ حم ـ ثان ص ٢٥٨ و ٢٦٧ و ٣١٤ و ٤٢٧ و ٤٩٩ و ٥٠٣ و ٥١٦.
(٢) نور الثقلين ٢ : ١٠٣ في أصول الكافي عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال :
(٣) وقد حرف المشركون في الجزيرة من أسماء الله الحسنى فسموا بها آلهتهم المدعاة فحرفوا «الله» فسموا به «اللات» ، و «العزيز» فسموا به العزى.
(٤) المصدر عن كتاب التوحيد للصدوق باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ...