كَيْدِي مَتِينٌ) مكين لا ينجو منه (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أبدا.
وهكذا «إن الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار ، وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها» (١).
أجل ف (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (٣ : ١٩٧) (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا) (٧ : ٩٥) (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) (٩ : ٥٥).
وهؤلاء المستدرجين من حيث لا يعلمون هم من المعنيين ب (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (١٨ : ١٠٤).
ف «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه ، وكم من مستدرج يستر الله عليه ، وكم من مفتون بثناء الناس عليه» و «إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا» (٢).
(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)(١٨٥) ألم ينظروا إلى عقليته البارعة المنقطعة النظير (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما
__________________
(١) المصدر عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) : وفيه عن روضة الكافي خطبة طويلة مسندة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيها : ثم إنه يأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إلى أن قال ـ : يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين ، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك ومن عهود ملك إلى عهود ملك فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون وان كيده متين بالأمل والرجاء.
(٢) المصدر عن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) والثاني فيه عن نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام).