إليه آيات من القرآن وأخرى من كتابات السماء (١).
فمن القرآن : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) (١٩ : ٣١) فمتى كان للسيد المسيح (عليه السلام) نقدان وغلات وانعام ولا سيما لحد النصاب حتى يوصى بالزكوة منها ، اللهم إلّا زيادة عن ضروراته مهما قلت!.
كما والنبيون أجمع وهم كانوا فقراء قد لا يملكون قوتهم : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) (٢١ : ٧٣).
فما هم في حقل الزكوة إلّا كالمسيح من النبيين وكنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من سائر الناس : (وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ ..) (٣٣ : ٣٣) فمتى كانت لهن نصابات من هذه التسع ـ أم دونها ـ حتى يؤمرون بالزكاة إلّا واحدة منهن وهي خديجة المتوفاة قبل نزول هذه الآية بسنين.
ثم وكيف تقرن الزكاة بالصلاة كشريطة ثابتة للإيمان؟ وهي خاصة بالتسعة التي لا يملكها إلّا الأقلون! ف (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ... وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٢٣ : ٤) إلا إذا كانت فرضا مهما قلت ، شاملة للجل
__________________
(١) منها في في أخبار الأيام الثاني الإصحاح ٣١ ـ الآية ٥ : «ولما شاع الأمر كثر بنو إسرائيل من أوائل الحنطة والمسطار والزيت والعسل ومن كل غلة الحقل وآتوا بعشر الجميع بكثرة».
وفي التوراة سفر الاعداد ١٨ : ٢٦ : «متى أخذتم من بني إسرائيل العشر الذي أعطيتكم إياه من عندهم نصيبا لكم ترفعون منه رفيعة الرب عشرا من العشر. فيحسب لكم انه رفيعتكم كالحنطة من البيدر وكألك من المعصرة. فهكذا ترفعون أنتم أيضا رفيعة الرب من جميع عشوركم التي تأخذون من بني إسرائيل» وفي سفر اللاويين ١٩ : ٩ و ١٠ و ٢٣ والتثنية ٢٤ : ١٩ وتواريخ الأيام ص ٧١٧ ٣١ : ٥ يذكر الدهن والعسل من الأموال الزكوية.
وفي إنجيل متى ٢٣ : ٢٣ يقول المسيح (عليه السلام): «ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك» ومثله في لوقا ٤٢١١١ ولي ٤١ منه يقول (عليه السلام) : بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم.