على الضرورية الحيوية الجماعية.
وكما أن من (سَبِيلِ اللهِ) سائر السبل الربانية ، كذلك سبيل الحاجة الحيوية الشخصية فرضا وندبا كالتوسعة على العيال ، إلا أن تكون هناك سبيل هي أوجب للسالكين إلى الله.
ذلك ، فأين الكانزون ، والبخلاء عن حقوق الفقراء ، المسرفون والمبذرون في أموال الناس من أحبار ورهبان ، وأين أئمة الحق الذين يخشون الله في ظلم الناس بأموالهم ، وكما عن إمام المتقين علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
«والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهّدا ، وأجرّ في الأغلال مصفّدا ، أحب إلي من أن ألقي الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد ، وغاصبا لشيء من الحطام ، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها ، ويطول في الثرى طلولها ـ
والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا ، ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سوّدت وجوههم بالعظلم ، وعاودني مؤكدا ، وكرر على القول مرددا ، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي ، فأحميت له حديدة ، ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه ، أتئن من الأذى ولا أئن من لظى ، وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعاءها ، ومعجونة شنئتها ، كأنما عجنت بريق حية أو قيئها ، فقلت : أهبة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت ، فقال : لا ذا ولا ذاك ، ولكنها هدية ، فقلت : هبلتك الهبول ، أعن دين الله أتيتني لتخدعني ، أمختبط أم ذو جنة أم تهجر ، والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته ، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ، ما لعلي