من آية العفو ، وهو الزائد عن الحاجة المتعودة.
(صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) تطهيرا لهم عن أدناس الأموال والذنوب والبخل وطموحات الفقراء ، وتزكية لهم بترفيع درجات ، فقد تعني «تطهرهم» واجهة السلب : «لا إله» و «تزكيهم» واجهة الإيجاب «إلا الله» فقد تحلق كلمة التوحيد على كافة الأحوال والأموال دونما استثناء.
ثم (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) مزيدا للرحمة (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) عما يعرضهم من بأس وبؤس في دفع الأموال واندفاع الأحوال.
ذلك وقد «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أتي بصدقة قال : اللهم صل على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى» (١).
ذلك ، وليس (صَلِّ عَلَيْهِمْ) يختص بمن يأخذ من أموالهم صدقة ، بل هو يعم المؤمنين على درجاتهم وكما يروى رحمته وصلواته الشاملة لهم (٢).
وترى «خذ» تعني الأخذ البدائي ، أم الأخذ عند الإعطاء ، أم تعنيهما قضية طليق الأخذ الشامل لهما ، فالذين يؤتون الصدقات المفروضة يأخذها رئيس الدولة الإسلامية ، والذين لا يؤتونها يبعث عمالها ليأخذوها
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٢٧٥ ـ أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله ابن أبي أوفي قال : ...
(٢) المصدر أخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله قال أتانا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت له امرأتي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صل عليّ وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك ، وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن خارجة بن زيد عن عمه يزيد بن ثابت وكان أكبر من زيد قال : خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما وردنا البقيع إذا هو بقير جديد فسأل عنه فقالوا فلانة فعرفها فقال : أفلا آذنتموني بها؟ قالوا : كنت قائلا فكبر هنا أن نؤذيك فقال : لا تفعلوا ما مات منكم ميت ما دمت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه رحمة.