وإنها لبيعة رهيبة وبيع رهيب ، في عنق كل مؤمن ، لا تسقط عنها إلّا بسقوط إيمانه ، فعونك الله وعوذا منك إليك في الإيفاء بذلك العقد العقيد!.
وهكذا الله «يكرمهم على لسان الحقيقة وعلى لسان المعاملة ، اشترى منهم الأجساد لمواضع وقوع المحبة من قلوبهم فأحياهم بالوصلة» (١).
(التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(١١٢).
مواصفات تسع لأهل الجنة هي والموفين بعهد الله عشرة كاملة من صفات المؤمنين : «ومن أوفي بعهده من الله : التائبون ...» فقراءة الجر (٢) جرّ إلى غير المتواتر زعم أنها أوصاف لمجرور (بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) رغم أن الموصوف الأصيل الأقرب لفظيا ومعنويا هو «من أوفى» وهؤلاء هم :
١ «التائبون» إلى الله من ذنب وغير ذنب حيث التوبة لا تختص بذنب فإنها الرجوع إلى الله على أية حال ، والتوبة شعور بالندم على ما مضى ـ إن كانت عن ذنب ـ وتوجه إلى الله فيما بقي عن ذنب أم غير ذنب.
٢ «العابدون» الله دون سواه ، ودون سمعة أو رئاء الناس ، عابدون إياه عبادة وعبودية وإقرارا بالربوبية ، العابدون معرفة وعقيدة وعملا لله وكما يترجمها الاتجاه إلى الله بكل الكيان ، و «العابدون» دون الذي يعبدون ، للتدليل على استمرارية العبادة والعبودية لله على أية حال ، لا فقط حال العبادات.
__________________
(١) مجلة العرفان العدد الثالث المجلد ٦١ ص ٣٩١ عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(٢) نور الثقلين ٢ : ٢٧٤ في روضة الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : تلوت : التائبون .. فقال : لا ، اقرأ «التائبين العابدين» إلى آخرها فسئل عن العلة في ذلك؟ فقال : اشترى من المؤمنين التائبين العابدين.