في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا ، فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفي لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا (١).
«ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها ، إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها» ـ
«فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم بها للذي خلقها» (٢).
و «أول الجهاد الدعاء إلى طاعة الله عز وجل من طاعة العباد وإلى عبادة العباد من عبادة الله وإلى ولاية الله من ولاية العباد» (٣).
وترى لماذا (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) دون «بالجنة»؟ لأن «بالجنة» حتم لا مرد له وكأنها تقابل ذلك القتال باستحقاق أصيل ، ولكن (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) هو وعد الجنة وليست هي هيه ، فقد اشترى أنفسا خلقها وأموالا رزقها ، فليس ـ إذا ـ إلا تلطفا في الدعوة وتعطفا على الخليقة ، وكما يستقرضنا ربنا ويستعطينا ، فوا خجلتاه إن عصيناه على عطفه ورحمته!. فيا ويلاه! أين التراب ورب الأرباب ، حيث الرب على عظمه يجعل نفسه مشتريا لنفس العبد وقد خلقها ، ولماله وقد رزقه ، ففي الحقّ الحقّ هو المشتري من نفسه وهو البائع لنفس ونفيس هما من خلقه ، ثم «وعدا عليه» تجعله كأنه مديون (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) لا تقبل إقالة ولا إحالة! ، ثم يستشهد لثابت وعده بما أنزله (فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٢٧٢ في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات.
(٢) هما في نهج البلاغة عن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
(٣) وفي نور الثقلين ٢ : ٢٦٩ في الكافي كتب أبو جعفر (عليهما السلام) في رسالة إلى بعض خلفاء بني أمية ومن ذلك : من ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى على الأعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة لأنه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عزّ وجلّ ...