تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ. يُؤْتِي الْحِكْمَةَ ... وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ ... إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (٢ : ٢٧١).
ف (طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) تحلّق على كل المكاسب المحللة الطيبة تجارة وإجارة أماهيه؟ وكيف لا تشمل «ما كسبتم» أرباح التجارات وهو يقابل (مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ).
ثم (مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) محلقة على كل نابتات الأرض ، ولا تخرج الأموال كلها من هذين ، واختصاص «ما كسبتم» بالنقدين المسكوكين و (مِمَّا أَخْرَجْنا ..) بالغلات الأربع ، من المستهجن جدا وذكر «الصدقات» فيما بعد مما يبين ويعين أن الإنفاق هنا يعني واجب الزكوة ، فهي واجبة في أرباح التجارات وهي خارجة عن التسعة! ولو كان القصد من طيبات ما كسبتم فقط النقدين والأنعام لجاء بلفظهما الصريح ك «من النقدين والأنعام» والأنعام مذكورة بعدها ، وكذلك (مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) لو عني منها «الغلات الأربع» لجاء بلفظها الخاص ، إذا فواجب الإنفاق عام ، وتخصيصه بالتسعة مستهجن مخالف لنص العموم غير القابلة للتخصيص.
ومنها آيتا «حق معلوم : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ. وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (٧٠ : ٢) (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (٥١ : ١٩) و «ليس في المال حق سوى الزكوة»(١) وهل إن «أموالهم» تختص بهذه التسعة ، ولا يملكها إلا الأقلون.
__________________
ـ فعليه الزكوة وقال : جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصدقة في كل شيء أنبتت الأرض إلا ما كان في الخضر والبقول وكل شيء يفسد من يومه.
(١) تفسير الرازي ١٣ : ٢١٤ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...