قَبْلِهِمْ) (٥٨ : ٥) (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ)(٥٨ : ٢٠).
فحين تعني المحادة ـ مفاعلة ـ أنهم يحاولون أن يجعلوا لله حدا في الألوهية والربوبية ، وللرسول حدا في الرسالة كما يشتهون ، بديلا عما يجعل الله لهم حدا على أية حال ، ويجعل لهم الرسول حدا في رسالته ـ حدا بحد ـ فهم من أنحس مصاديق (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ..) (٢٢ : ١١).
متاجرة مهاترة بينهم وبين الله ورسوله وكأنهم إلهة لله كما الله إلههم ، وأنهم رسل إلى الرسول كما الرسول رسول إليهم ، أخذا للعصا من البين وجعلا للبلد شطرين!.
فمن هو العبد حتى يحاد الله ورسوله أو يشاقق الله ورسوله ، تنزيلا لساحة الربوبية والرسالة وترفيعا لقاعة العبودية.
(يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ) (٦٤).
«سورة» هنا تعني إلى سورة المنافقين الخاصة بفضحهم ، هذه السورة التي ثلثا آياتها أم تزيد نازلة بشأنهم الشائن ، فقد جربوا خلال أعمالهم المنافقة أن الله ليس ليذرهم يفتنون المؤمنين عن دينهم ، وهكذا سائر السور التي تتحدث عنهم في آيات ، وقد تشمل «سورة» جموع آيات سواء أكانت سورة مصطلحة أم أية سورة هي من السور المحيط بما يحيط ، فإن آيات المنافقين بارزة الدلالة ، ظاهرة المدلول ، مهما تفرقت بين سائر الآيات ، فضلا عما اجتمعت كما هنا في ثمان وأربعين آية (١)
__________________
(١) وهي الآيات التالية التي تخصهم ٣٨ ـ ٤٤ ـ الى ـ ٥٠ ـ ٥٢ ـ إلى ـ ٥٤ ـ ٥٦ ـ ٥٨ ـ ٦١ ـ إلى ـ ٦٩ ـ ٧٣ ـ ٧٤ ـ ٧٦ ـ ٧٧ ـ ٧٩ ـ ٨٠ ـ إلى ـ ٨٧ ـ ٩٠ ـ ٩٣ ـ إلى ـ ٩٦ ـ ١٠١ ـ ١٠٧ ـ إلى ـ ١١٠ ـ ١٢٥ ـ ١٢٦ ـ ١٢٧.