الواو ، وأنه ليس له خبر حتى نهاية الآيات الأربع ، لكن الخبر على أية حال ضرورة ل «الذين» وعلّه هو خبر لمبتدء محذوف هو «ومن هؤلاء المنافقين الماردين ..» وما أشبه ، أم خبره «هم من مردة المنافقين» وما أشبه ، ثم لا فرق أن تكون الواو عاطفة أم استئنافية.
ف «ضرارا» هي الغاية الأولى لاتخاذ مسجد الضرار ، مضارة بمسجد قبا الذي أسس على التقوى ، وبأهله المؤمنين الآهلين للمحبة والوداد ، وذلك الضرار هو من محاربة المسجد بالمسجد ، هو من أخطر الضرار ضد كتلة الإيمان ، فلتكن المساجد وسائر الأبنية الإيمانية متناصرة إلى توحيد الكلمة وكلمة التوحيد ، وتوحيد صفوف المؤمنين وتوطيدهم بصفوفهم ، فأما إذا كانت لهدف الضرار فلا قيام لها ولا إقامة لصلاة فيها.
ومهما كان التنديد الشديد هنا بمربع الشيطنات ولكن كل واحدة منها محظورة على حدها ومدها.
ف «ضرارا» هي ضابطة ألّا ضرار في الإسلام ، وإنما هو مقابلها (تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) ثم المعبر عنها (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ).
فكل إضرار وضرار ممنوع في شرعة الله ، اللهم إلّا الاعتداء بالمثل حسب الحدود المقررة في شرعة الله.
وكما أن التعاون على البر والتقوى يعم كل النواميس الخمس ، كذلك الضرار والتعاون على الإثم والعدوان يشملها كلها ، وكلّ محبور أو محظور على حدّه.
فخلق جو الضرار ، ابتداء ممن يضر بأخيه فيدفعه إلى الدفاع ثم هلم جرا ، ذلك ضرار محظور في شرعة الله ، فحين تضر بغيرك ولا دفاع فهذا إضرار دون ضرار ، فمحظور في أصله ، ولكن الإضرار الذي يجلب الدفع اعتداء بالمثل أم يزيد ، فمحظور في أصله ونسله حيث يخلف جو الضرار بين الجماهير ، وذلك تعاون على الإثم والعدوان.
والحكم الضرري ليس من الإسلام ابتداء أو استمرارا ، مما يحلق