يشمل كل حركة للسالكين إلى الله.
فكما أن (الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) تشمل كل حدوده ، كذلك «السائحون» تشمل كل حركة ذات بركة في سبيل الله.
ولماذا ذكرت الواو مرتين بين هذه التسع؟ علّه لأن الثلاث الأخيرة هي المتميزة الهامة التي تشمل سائر العشر المذكورة من ذي قبل ، وأنها من المسؤوليات الجماعية ، أم وتعني التسوية بين الآمرين والناهين والحافظين ، فإن مسئولياتهم واحدة هي الحفاظ على حدود الله.
(الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) لله دون سواه حيث يختصان في مظاهر الاحترام بالله ، ولأنهما أظهر مظاهر الصلاة فهي المعنية بهما كمصداق بارز بين مصاديقها ، ثم هم راكعون لله ساجدون في كل أقوالهم وأحوالهم وأعمالهم ، وهما ـ على اختلاف درجتهما ـ تشملان كافة درجات الخضوع لله في كل الحقول.
(الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) بشروطهما المسرودة في القرآن والسنة.
(وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) علميا وعقيديا وعمليا ، دون زيادة عليها أو نقيصة عنها ، وهؤلاء هم أئمة الدين في كل المحاور ، وسائر الأمة حسب درجاتهم ، ولا يثبت الحد حتى يرفع سببه إلى الإمام ف «إنما الهبة قبل أن يرفع إلى الإمام فإن انتهى إلى الإمام فليس لأحد أن يتركه» (١)
ذلك ، وهذا التاسع يحلق على كل المحاور الثمانية الأولى فإن حدود الله علميا وعقيديا ومعرفيا وعمليا شخصيا وجماعيا ودعائيا ، تشمل المسؤوليات الجماعية إلى الشخصية دون إبقاء لأية مسئولية ، مهما اختلفت مراتب ذلك الحفظ رسوليا ورساليا.
__________________
(١) المصدر في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من أخذ سارقا فعفى عنه فذاك له فإن رفعه إلى الإمام قطعه فإن قال الذي سرق له : أنا أهب له لم يدعه الإمام حتى يقطعه إذا رفعه إليه وإنما الهبة قبل أن يرفع إلى الإمام وذلك قول الله عزّ وجلّ (وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ). فإن انتهى.