أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦) وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٢٧) لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٢٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(١٢٩)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(١١٩).
الصادقون هنا هم الصادقون في إيمانهم بأيمانهم وسواها من قالاتهم وحالاتهم وفعالاتهم ، ف (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ..) صدقا طليقا حقيقا بصالح الإيمان.
فالكون مع الصادقين في كينونة الصدق هو من معارج تقوى الله ، وهنا مدارج ثلاث:
(آمَنُوا ـ اتَّقُوا اللهَ ـ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فمن كمال الإيمان هو تقوى الله عمليا كما آمنتم لفظيا وقلبيا ، تقوى عن كل ما لا يرضاه الله ، ثم من كمال التقوى هو الكون مع الصادقين (١) وهم أئمة المؤمنين المتقين
__________________
(١) في الدر المنثور ٣ : ٢٩٠ عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ـ