الصادقين ، فهم ـ لأكمل مصداق ـ أئمة الدين (١) وكما تظافر به الحديث
__________________
ـ وسلم): «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا» وفيه عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب فقال : ما يحملكم على أن تتبايعوا على الكذب كما يتتابع الفراش في النار كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا رجل كذب في خديعة حرب أو إصلاح بين اثنين أو رجل يحدث امرأته ليرضيها ، وعن أبي بكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : الكذب مجانب للإيمان ، وعن سعد بن أبي وقاص عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب ، وعن أبي برزة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : الكذب يسود الوجه والنميمة عذاب القبر ، وعن أسماء بنت عميس قالت كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نسوة فما وجدنا عنده قرى الأقداح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت : لا تردي يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذته فشربته ثم قال : ناولي صواحبك فقلت لا نشتهيه فقال : لا تجمعن كذبا وجوعا فقلت إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا نشتهي أيعد ذلك كذبا فقال : إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة ، وعن الحسن بن علي (عليهما السلام) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ، وعن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : في خطبته : إن أعظم الخطيئة عند الله اللسان الكاذب ذلك ومن طرائق الالتزام بالصدق ما يروي أن واحدا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : إني رجل أريد أن أؤمن بك إلا أني أحب الخمر والزنا والسرقة والكذب والناس يقولون إنك تحرم هذه الأشياء ولا طاقة لي على تركها بأسرها فإن قنعت مني تبرك واحد منها آمنت بك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أترك الكذب فقبل ذلك ثم أسلم فلما خرج من عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عرضوا عليه الخمر فقال : إن شربت وسألني الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن شربها وكذبت فقد نقضت العهد ، وإن صدقت أقام الحد علي فتركها ثم عرضوا عليه الزنا فجاء ذلك الخاطر فتركه وكذا السرقة فعاد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : ما أحسن ما فعلت لما منعتني عن الكذب انسدت أبواب المعاصي علي وتاب عن الكل.
(١) الدر المنثور ٣ : ٢٩٠ ـ أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال : مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر مثله.