المسيح (عليه السلام) وقد ندد بهم المسيح (عليه السلام) في نقل الإنجيل بقوله : «أفلا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج» (متى ٥١ : ١٧).
ذلك ، وكل اتخاذة لغير الله كما الله في ربوبية من ربوبياته ، ذلك إشراك بالله فيما يختص به الله ، فكما التوحيد درجات كذلك الإشراك دركات (سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) بالله في ذات أم أفعال أم صفات ، تسوية لخلق الله بالله ، وهي ككل ضلال مبين : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٢٦ : ٩٨).
فهنا مشركون رسميون وهم عبّاد الأوثان بصورة رسمية ، وهناك مشركون دخلاء قد يعبدون غير الله زعم أنه الله كما المسيح ، أو يطيعون غير الله كأنه الرب في التشريع ، كما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، أو يميلون إلى غير الله مع الله كالذين يراءون في عباداتهم ، ثالوث من الإشراك بالله بما لكلّ من دركات ، والقسم الأول هو المصطلح المتعود المقصود فيما يطلق الإشراك ، ثم الأوسط مرحلة ثانية هي مع المنحرفين عن التوحيد من أهل الكتاب ، ثم الأخير يحلق على كل هؤلاء المرائين.
ولقد يروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) تفسيرا للآية : «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه» (١) ولا يعني التحليل والتحريم الإفتاء ، بل
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٢٣٠ ـ أخرج جماعة عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقرأ في سورة براءة : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) فقال : ..» وفي المجمع روى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم قال : أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي عنقي صليب فقال : يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ، قال : فطرحته ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقرء من سورة براءة هذه الآية .. فقلت له : انا لسنا نعبدهم ، قال : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه؟ قال : فقلت بلى فقال : فتلك عبادتهم ، وفي أصول الكافي عن أبي بصيرة قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية فقال :