(ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ (٥٢) وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٥٣).
أترى من هو القائل (لِيَعْلَمَ ... وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي)؟ هل هي امراة العزيز؟ فمن هو الذي لم تخنه؟ أهو العزيز وقد خانته في مراودات
__________________
ـ وقفت على الشاطئ فأكلت المهازيل السمان فاستيقظ فرعون ثم نام فراى سبع سنابل خضر حسنة سمينة وسبع سنابل رقيقة ملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها فأكلت الرقيقة السمينة فهال فرعون ذلك وجمع سحرة مصر وحكماءها وقص عليهم رؤياه فعجزوا عن تعبيره وعند ذلك ادّكر رئيس السقاة يوسف فذكره لفرعون وذكره ما شاهده من عجيب تعبيره للمنام فامر فرعون بإحضاره فلما ادخل عليه كلمه واستفتاه فيما رآه في منامه مرة بعد اخرى فقال يوسف لفرعون حلم فرعون واحد قد اخبر الله فرعون بما هو صانع : البقرات السبع الحسنة في سبع سنين وسنابل سبع الحسنة في سبع سنين هو حلم واحد ، والبقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وارءها هي سبع سنين والسنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقية يكون سبع سنين جوعا.
هو الأمر الذي كلمت به فرعون قد اظهر الله لفرعون ما هو صانع هوذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كل ارض مصر ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا فينسى كل السبع في ارض مصر ويتلف الجوع الأرض ولا يعرف السبع في الأرض من اجل ذلك الجوع بعده لأنه يكون شديدا جدا ، واما عن تكرار الحلم على فرعون مرتين فلان الأمر مقرر من عند الله والله مسرع لصنعه.
فالآن لينظر فرعون رجلا بصيرا وحكيما ويجعله على ارض مصر يفعل فرعون فيوكل نظارا على الأرض ، ويأخذ خمس غله ارض مصر في سبع سنين الشبع فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظونه فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع التي تكون في ارض مصر فلا تنقرض ، الأرض بالجوع ...