ومن آداب الاستغفار الاعتراف بالخطإ وقد اعترفوا ، وترى كيف يسوّف أبوهم الاستغفار لهم؟ وخير البرّ ما كان عاجله ، وهو وعدهم آجله!.
ولكن ليس عاجل الخير دوما خيرا من آجله ، حيث الخير الآجل يفوق عاجله ، فالاستغفار في نفسه خير وعاجله خير على خير ، إلّا أنه خير منه في الآجل المستجاب ، وكما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «أخرهم إلى السحر لان دعاء السحر مستجاب» (١) أو «حتى تاتي ليلة الجمعة» (٢) او حتى نجتمع بيوسف لأنه صاحب الحق الأصيل (١) ، لا «لان
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٦ ـ اخرج ابو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟ قال : أخرهم .. ورواه مثله في الكافي عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله والفقيه عن محمد بن مسلم عنه (عليه السلام) والعياشي مرسلا عنه (عليه السلام) وزاد : قال يا رب انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله اني قد غفرت لهم.
(٢) اخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء علي بن أبي طالب الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : بابي وامي تفلت هذا القرآن من صدري فما اجدني اقدر عليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله يهن وينفع الله يهن من علمه ويثبت ما تعلمته في صدرك؟ قال : اجل يا رسول الله (ص) فعلمني ـ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إذا كانت ليلة الجمعة فان استطعت ان تقوم ثلث الليل الأخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال اخي يعقوب لبنيه (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ، فان لم تستطع فقم في وسطها فان لم تستطع فقم في أولها فصل اربع ركعات تقرء في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واحسن الثناء مع الله وصل علي وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالايمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني ـ