ولو جاز أن يسجد أحد لأحد لكان يوسف هو الذي يسجد لأبويه لعظم حرمة الوالدين!
أم كان يوسف قبلة لهم في ذلك السجودة دون عبودية ولا احترام؟ وسجود القبلة سجود إليها ، لا سجود لهاء وهنا (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً)! ثم القبلة توقيفية وليست فوضى جزاف ، ولكل شرعة قبلة يشرعها الله!
أم ـ وعلى حد المروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) ـ «أما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف وإنما كان من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم ولم يكن لآدم وإنما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم ، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم الم تر أنه يقول في شكر ذلك الوقت: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ..)؟ (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٦٨ ج ٢٠٩ ـ القمي حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي عن مسائل فعرضها على أبي الحسن (عليه السلام) وكان أحدها : اخبرني عن قول الله عز وجل (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟ فأجاب ابو لحسن : اما سجود ... أقول «وهم أنبياء» يؤول الى يوسف ويعقوب دونهم ام يطرح كما يطرح ذيل الحديث : «فنزل عليه جبرئيل فقال له يا يوسف اخرج يدك فأخرجها فخرج بين أصابعه نور فقال يوسف ما هذا يا جبرئيل؟ فقال : هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم الى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال : لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب» فشكره الله على ذلك لأنهم لما أرادوا ان يرجعوا الى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ..) فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي.