وآمنين إن شاء الله ، فان في سماح الدخول الى بلد الفراعنة ـ فضلا عن الأمن فيه ـ ما فيه ، ولذلك يصدر أمره كملك للمملكة إزاحة لكل الحواجز وإراحة لخواطر الوافدين ليأمنوا كل الأمن منذ وفودهم ، وانه ليست زيارة مؤقتة بحاجة إلى تاشيرة خاصة ، فإنما هو الوفود الخلود مدى الحياة ما دام لملكه وجود.
٣ ـ (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فعلة ثالثة هي أرفع من الأوليين حيث رفعهما إلى عرشه ما لم تسبق له سابقة في زمرة الملوك ، وما أدري هل ارتفع هو على عرشه لما رفعهما عليه أم بقي تحت العرش؟ لا دلالة هنا ولا تلميحة نفيا وإثباتا ، ثم العرش بطبيعة الحال هو عرش الملك الكائن مكان القصر دون خارج البلد حيث استقبلهم.
٤ ـ (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً).
«خروا» جمعا تعنيهما مع إخوته وكما رأى في المنام (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) وهنا يقول بعد خرور السجدة (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ ..).
أتراهم ـ بمن فيهم من أبيه وأمه ـ سجدوا له سجودهم لله؟ وذلك من المحرمات القطعية الأولية في كافة الشرايع الإلهية!
أم سجدوا له كعادة عائدة إلى سنة الفراعنة حيث كانوا يسجدون لهم؟ وليس يوسف فرعونا يسجد له كما لفرعون! وليس نبي الله يعقوب ممن يساير المشركين في الطقوس الشركية!
أم سجدوا له احتراما لديه دون عبودية وعبادة؟ وسجدة الاحترام لغير الله اخترام لساحة الله وتسوية بالله : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ)! ثم الوالد النبي كيف يحترم ولده لحد السجود ،