نسله ، ثم لما حصل ما حصل فصلها عن نسله؟ ثم النسل ليس إلا في الصلب فكيف سلبه جبرئيل من راحته؟!
إن هذه إلا خرافات إسرائيلية اختلقت في أحاديثنا بأيدي الجعل والتجديف ، فليعرض عرض الحائط لمخالفتها لكتاب الله وضرورات من دين الله.
(... وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا ..) و «هذا» تعني كل ما حصل ما من اجتباء واصطفاء ومنه (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) ثم يذكر قسما من فواضله : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) وهذا دليل براءته عن فرية إنساء الشيطان إياه ذكر ربه ، فان خروجه من السجن كان من نتائج (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ..) وليس إحسانه تعالى به مجرد إخراجه من السجن وإلا كان إدخاله فيه إساءة وهو الذي طلبه فاستجيب له : (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ ... فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ ..) وإنما هو إحسان إذ أخرجه إخراجا حسنا تصحبه براءته مما أدخله السجن ، فلم يقل «أحسن بي أن أخرجني» بل (إِذْ أَخْرَجَنِي) إحسانا في كيفية الإخراج دون أصله ، وكما أحسن إليه إذ دخل السجن حيث صرف به عنه كيدهن.
(وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ) حيث كانوا يسكنون البدو فأسكنهم يوسف في مصر (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) وذلك الذيل (الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) يعطف بالقصص إلى أوله إذ قاله يعقوب حين أوّل رؤياه (إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ختام المسك كبداية.
وما ألطفه تعبيرا عما حسده إخوته وأجرموا بحقه (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) فالشيطان هو الشرير الأصيل في ذلك المسرح ،