الجارفة.
«ذلك» الذي قصصنا عليك هو (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) فالتوراة ينقله محرفا منكوسا ، والأحاديث ـ إلّا ما وافق القرآن ـ تأتي به مندرسا مركوسا. واما أنت يا رسول الهدى (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ) الأمر في الصديق (وَهُمْ يَمْكُرُونَ) ماذا يفعلون ، وليكونوا من بعده قوما صالحين.
هكذا يقص الله من أحسن القصص في يوسف وإخوته آيات للسائلين ، فما صار بعد العزيز وامرأته والملك بعد ما أصبح يوسف هو العزيز بل والملك؟ لا ندري إلا ما تدرينا أحاديث حول امرأة العزيز ومنها ما يروى عن باقر العلوم (عليه السلام) قال : لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها لو أتيت يوسف بن يعقوب (عليه السلام) فشاورت في ذلك فقيل لها : إنا نخافه عليك قالت : كلا إني لا أخاف من يخاف الله فلما دخلت عليه فرأته في ملكه قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا فقال : أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟ فقالت : إني كنت بليت منك بأربع خصال : كنت أجمل أهل زماني ، وكنت أجمل اهل زمانك وكنت بكرا وكان زوجي عيّنا» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٧٣ ج ٢١٩ في آمالي شيخ الطائفة باسناده الى أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال : ...
أقول وفيه ٤٧١ : ٢١٧ في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها : انا أنكره ان نقدم بك عليه لما كان منك اليه قالت : اني لا أخاف من يخاف الله فلما دخلت قال لها : يا زليخا ما لي أراك قد تغير لونك؟ قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصية عبيدا وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها : ما الذي دعاك الى ما كان ـ