بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) (٤٠ : ٣٤) فليعش يوسف في بني إسرائيل فترة حتى يصدق (لَقَدْ جاءَ) وليس ذلك إلا منذ ذلك اللقيا لفترة طائلة تناسل فيها آل إسرائيل ، ام بعد وفاة يعقوب (١)!.
أتراه ـ بعد ـ يزهو بزهوة الدنيا وزهرتها لحد ينسى أبويه فلا يترجل لهما أن دخله عز الملك.
ومما يحير العقول نقل هذه الأحاديث الزور من المختلقات الإسرائيلية في جوامعنا الروائية والتفسيرية دون نقد ، ويكأنها هي الأصل وكتاب الله هو الفرع ، فإذا ورد حديث في شيء لا يسأل عن آيته وإن كان ضعيفا فضلا عن صحته في سنده ، وإذا وردت آية يسأل عن حديثها الذي يفسرها ، فان لم يرد حديث يبطل معنى الآية!
وإن ورد ولا سيما بسند صحيح ـ فهو الذي يفسر الآية وإن كان خلاف ظاهرها أو نصها ، وهذا هو التعامي عن أصالة الكتاب إلى أصالة الحديث ، وذلك ترك للأصلين وهجر للقرآن وفيه (وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) والآن كما كان وعلى طول الخط في التاريخ الإسلامي مما سبب اختلاف المذاهب واختلاق البدع
__________________
(١) مجمع البيان في كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له : كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر؟ قال : عاش حولين قلت : فمن كان الحجة لله في الأرض يعقوب ام يوسف؟ قال : كان يعقوب وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت الى ارض الشام فدفن في بيت المقدس فكان يوسف بعد يعقوب الحجة قلت : فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال : نعم اما تسمع قوله عز وجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ ..)؟ ..