تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٢ : ٢١٤).
وإنها ساعات حرجة محرجة للذين آمنوا أن يظن الكافرون أن الرسل كذبوا في وعد النصر ، فالباطل ـ إذا ـ يتنفش ويغدر ويبطش ، والرسل ينتظرون نصر الله كما وعدوا ، وهنالك زلزال المؤمنين إذ تهجس في خواطرهم الهواجس.
في تلكم اللحظات التي يستحكم فيها الكرب ويأخذ فيها الضيق بمخانق المؤمنين ، ولا تبقى ذرة مثقال من الطاقة المدخرة لهم (جاءَهُمْ نَصْرُنا) فيرتاح له المؤمنون ويرتاع به الكافرون ، ويحظوا به المرسلون (فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ) من الرسل من زلزال المؤمنين حيث هالهم ، والمؤمنون من مخالفتهم بالبأساء والضراء ، ثم (وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) البأس الذي فيه دمارهم وبوارهم :
تلك هي سنة الله في الدعوة والداعية ، ان عليهم تكريس كافة طاقاتهم في الدعوة الى الله ، والتصبر في كافة المضايق على أذى الناكرين ولظاهم ، انتظارا للانتصار من الله بعد تقطع الأسباب وتقلب القلوب ، وتحير الألباب.
أجل وليس النصر رخيصا على الأبواب ، إلّا بعد استئصال الأسباب
__________________
ـ الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا ، فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن (عليه السلام).