وعد الله والعياذ بالله من هذه المقحمات الزور (١) وكيف ييأس الرسل من نصر الله لحد ظنوا أنهم كذبوا في وعد الله و (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) فضلا عن ظنهم!.
إذا ففاعل الظن والكذب هم المرسل إليهم المدلول عليهم ـ على بعدهم ـ ب «حتى إذا» حيث تتحدث عن الغاية التي انتهوا اليه امام رسلهم (.. كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ..) ومم استيأس الرسل ، أمن نصر الله وروحه؟ و (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (٨٧)!
أم استيأسوا من إيمان هؤلاء النسناس إذ كذّبوهم لحد (ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) في وعد النصر ، فكذلك الأمر وكما في روايات (٢) والآية : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٧٨ ج ٢٤٨ القمي في الآية حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : وكلهم الى أنفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة ، وفي تفسير العياشي عن ابن شعيب عنه (عليه السلام) قال : وكلهم إلى أنفسهم أقل من طرفة عين ، أقول وتكذبهما الروايات التالية.
(٢) المصدر في تفسير العياشي عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك مما ينزع به الشيطان؟ قال : فقال ان الله إذا اتخذ عبدا رسولا انزل عليه السكينة والوقار وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه وح ٢٥١ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الأنبياء (عليهم السلام) باسناده عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال : بلى قال فما معنى قول الله عز وجل ـ الى ان قال ـ فاخبرني عن قول الله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) قال الرضا (عليه السلام) يقول الله تعالى : «حتى إذا استيأس الرسل من قومهم فظن قومهم ان ـ