الأثمار ، فكل الثمرات الممكنة الكينونة ، الراجحة في إمكانيتها ، مجعولة في هذه الأرض ، وعلّ «من» قبل «كل الثمرات» تشير إلى هذه المباعضة الراجحة وكما في أضرابها : (فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٧ : ٥٧) (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) (١٤ : ٣٢) (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١٦ : ١١) : ذلك وكما الجنة أيضا كذلك : (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) (٤٧ : ١٥) فما كل ثمرة بالإمكان خلقها تصلح لخلقها في الأولى أو الأخرى ، إلّا ما فيها رحمة راجحة.
وترى ما هما (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) والزوجان هما اثنان دون زيادة ولا نقصان؟
الزوج هو الفرد الذي له قرين ، فكل زوج للآخر كما الآخر ، وهو القرينان معا ، فلكي يدل على المعنى الاوّل : القرينين ـ قيدهما باثنين لكيلا يعنيا الأربع في المعنى الآخر ، فمن الاوّل (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) (٤ : ١) (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٥٣ : ٤٥).
ولأن الثمرات أزواج وأقران لا ـ فقط ـ زوجين ، فقد يعنيان الذكر والأنثى ، ولا تعني الثمرات ـ فقط ـ الناضجات حتى يقال : ان زوجية الذكورة والأنوثة إنما هي في زهراتها دون نفس الثمرات المخلّفة منها ، حيث الثمرات هي ناتجات نابتات عن الأرض بأنهارها ، منذ زهراتها إلى ناضجاتها.
فكل النابتات تحمل في ذواتها زوجين اثنين ، فتضم أعضاء الذكورة وأعضاء الأنوثة مجتمعة في زهرة واحدة ، او متفرقة في العود ، فهي لا يتولد ثمارها وحبّها إلّا بين زوجين اثنين ، كما والبعض منها ـ كذلك ـ زوجان اثنان.