وحيه وشرعته تتمثل في الهداة معه وبعده ، و «لكل قوم» يشملهم ومن قبلهم من رجالات السماء وخلفائهم ، والقرآن آية خالدة تمشي مع الزمن بردح يوازي ردح الرسالة لرسول الزمن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
فلا تنوب مناب هذه الآية الخالدة أيّة آية مضت في الرسالات الخالية غير الخالدة ، إذ ليست لتهدي الى هذه الرسالة السامية حجة لها بالغة ، إلّا عابرة غابرة تخص زمن الرسول.
ومن ثم هناك هاد رسالي كمن رباه الرسول وصنعه على عينه من هارون لموسى والحواريين للمسيح ، ومن علي امير المؤمنين للرسول الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فانه هاد لرسالة وحيه وشاهد منه : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ..) (١١ : ١٧) وقد تلاه شاهد لرسالته منفصل عنه متصل به لأنه منه.
فعلي (عليه السلام) أصدق مصاديق من (لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) وكما يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما تواتر عنه أنه وضع (صلى الله عليه وآله وسلم) يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي (عليه السلام) فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي» (١) اهتداء إلى هذه الرسالة السامية دون أية نقيصة أو زيادة.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٤٥ ـ اخرج ابن جرير وابن مردوية وابو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار قال لما نزلت : انما أنت منذر ولكل قوم هاد ـ وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده ... واخرج مثله ابن مردويه عن أبي برزه الاسلمي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : انما أنت منذر ووضع يده على صدره نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول : لكل قوم هاد واخرج عبد الله بن احمد في زوائد المسند وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردوية وابن ـ