فالجو الجماعي إذا ساده الصلاح والإصلاح فالبركات السماوية : الروحية ، والأرضية : المادية ، تفتح عليهم ، وإذا ساده الفساد والإفساد فدركات من هذه وتلك إلّا على من اتقى الله فله بركاته الروحية مهما ضاقت عليه الأرض بحياته الأرضية ، حيث التقوى ليس نتاجها اللزام أن لها بركات أرضية ، إلّا في الآخرة : (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى)! وإلّا ضمن جماعة. (١)
كما الطغوى لا تلازمها دركات ارضية ، إلّا في الآخرة ، إلّا ضمن جماعة ام إذا طالت وتطاولت فيما طغت وبغت.
وفي حديث قدسي يرويه الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الله : «يقول الله وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ما من اهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهته من معصيتي ثم تحولوا عنها الى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي ، وما من اهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي الى ما يكرهون من غضبي» (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٤٨٧ ح ٤٦ اصول الكافي باسناده عن سدير قال : سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ : :) فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم الى بعض وانهار جارية واموال ظاهرة فكفروا بأنعم الله عز وجل وغيروا ما بأنفسهم فأرسل عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم ، واذهب بأموالهم وابدلهم مكان جناتهم «جنتين ذواتي أكل خمط واثل وشيء من سدر قليل» ثم قال (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ).
(٢) الدر المنثور ٤ : ٤٨ ـ اخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش وابو الشيخ وابن مردوية عن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول الله وعزتي ...