كلّا حيث الحب يلمح ويرشح مهما كانت الحائطة على إخفاءه ، ولا سيما في حضن العائلة ، فالحب المترسب يتسرب ، كما الكوز يرشح بما فيه.
أترى ـ بعد ـ الضلال المبين هو ضلال في الدين؟ والبينّ من طيات محاوراتهم طول قصصهم أنهم كانوا من المؤمنين ، معترفين أن أباهم من النبيين ، فكيف ـ إذا ـ بالإمكان ان ينسبوا أباهم الى ضلال مبين في الدين؟ انما هو الضلال عن صراط الحياة الظاهرية ، والمصلحية العائلية ، ان يكونا وهما صغيران ، لا يقويان على امر لصالح العائلة ، يكونا أحب الى أبينا منا بلا اي سبب ، حيث الرجاحة المعنوية لهما كانت عنهم خفية ، ام لائحة لا يرضون بها لأنهم وهم عصبة أحرى في زعمهم بتلك الرجالة ، وهذه وتلك (ضَلالٍ مُبِينٍ)! قد يزول بزوال الموضوع (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ) ولو كان ـ في زعمهم ـ ضلالا في الدين ما زال بزوال يوسف وبنيامين!
ام تراهم ـ بعد ـ انهم كانوا من النبيين ، والحجج متصارعة في هل أنهم من المؤمنين أم من الكافرين ، لو لا تصريحات بطيات الآيات أو تلويحات أنهم كانوا من المؤمنين ، وليسوا هم من الأسباط حتى يشملهم وحيهم : (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً. وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (٤ : ١٦٤).
فالأسباط هم من الرسل دون الأبناء إلّا يوسف ، حيث السبط فتحا انبساط في سهولة ، ويستعمل كسرا في ولد الولد لأنه انبساط من النسل ، ويستعمل في كافة الأحفاد بوسيط أم وسائط : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) (٧ : ١٦) ولم يكن ولد يعقوب لا أسباطا ولا أمما!
وهب إن قيلة النبوة المفرطة فيهم باطلة كقيلة الكفر المفرّطة والصواب هو