خيفة ان يضعف أمام الإغراء ، ويتضاعف عما كان من امرأة العزيز في (هَمَّ بِها لَوْ لا ..).
وها هي دعوة الإنسان العارف بحدّه ، القاصر في مدّه وشده ، الذي لا يغتر بعصمته ، فيريد مزيدا من عناية ربه وحياطته بحيازته (فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ..) لا أن يسجن بالفعل ، حيث التراخي بين ذلك المشهد العارم وبين سجنه قائم كما تلمحه (ثُمَّ بَدا لَهُمْ ...).
وهكذا يجتاز الصديق محنته العارمة في هذه الحلقة الثالثة ، بعد غيابت الجب وبعد العزيزة ، ثم تبدء الحلقة الرابعة وهي سجنه حتى حين :
(ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦) قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (٣٧) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي