كلهم ، فليكن له نصيب في هذا الإختصاص.
وإن لسائر العالمين منها نصيب على أقدارهم وقدراتهم المعرفية في زوايا ثلاث ثالثتها ما قد يتنبّه لها الذين يأتون بعدنا فان «للقرآن آيات متشابهات يفسرها الزمن».
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ)(٢).
«تلك» النازلة عليك من قبل والتي تنزل عليك الآن ومن بعد ، فهي هي النازلة عليك في مثلث زمن الرسالة القرآنية بعهديها المكي والمدني ، «تلك» ككلّ هي (آياتُ الْكِتابِ) : القرآن ، فهو الكتاب المفصل وهذه أبعاض الآيات إضافة للآيات إلى أنفسها : الكتاب ، اعتبارا لها أبعاضا منفردات وله مجموعا يحويها ، كما يقال أبعاضي ، وإجزاء الدار.
«المبين» ما يحق إبانته من الحق المرام ، أنها من آيات الله دونما اختلاق إذ ليس فيها اختلاف ، وأنها تبين احكام الفطرة والعقل والشرعة ، وتبين الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق من ربهم ، فلا قصور ـ إذا ـ في إبانته ما يبين ولا تقصير ، مهما قصروا هم أولاء أو قصّروا بجنبه. وقد لا يعني (الْكِتابِ الْمُبِينِ) ما كان لدى الله قبل إنزاله أو تنزيله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) ، فلمن هو ـ إذا ـ مبين؟ ولا المنزل على الرسول ليلة القدر فانه ليس مبينا إلّا له ، اللهم إلّا ان يعنى المبين له اجمالا عن المفصل ، وهذه هي آياته المفصلات حيث الكتاب يبين فيها معارفه تفصيل البيان والإبانة عن أيّ كان.
ف «تلك» إذا تعني كل القرآن المفصل ، فانه آيات الكتاب المحكم النازل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد يعني (الْكِتابِ