شهر ، قادر على الإتيان به في ثوان.
(قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) ٤٠.
أترى من (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) هنا؟ وما هو الكتاب؟ وما هو علمه؟ وكيف أتى بعرشها قبل أن يرتد اليه طرفه وهو بحاجة إلى سرعة هائلة ودون موانع في الطريق لا تناسب وجسم العرش بثقله؟
هل (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) هو من الجن ، عفريت أقوى من الأوّل؟ وتعبيره الصالح «عفريت آخر»! ثم تقابله لعفريت من الجن يحكم أنه من الإنس! وكيف يحرم مؤمنوا الإنس عما يقدر عليه عفاريت الجن ، والإنس أفضل من الجن ـ ككل ـ ولا سيما في المجال الرسالي أصالة ووصاية ..
أم هو سليمان نفسه مخاطبا عفريت الجن ، حيث «الذي» للإشارة إلى شخص معين معلوم ولا معلوم هنا إلّا سليمان نفسه وقد مضى دور العفريت ولا ثالث هنا معروفا في السياق ، وان القدسية الخاصة المتميزة لسليمان تقتضي ان تكون الخارقة بيده لا سواه؟.
لكنه لا يلائم السياق الفاصح الواضح ، حيث ان سليمان هو المتطلّب لإحضار العرش عنده ، فكما (أَنَا آتِيكَ) لعفريت الجن تعني إتيانه إلى سليمان ، كذلك (أَنَا آتِيكَ) للذي عنده علم من الكتاب ليس يعني إلّا سليمان ، كما «مقامك» و «رآه» و «عنده» و «قال ..» كلها تعني سليمان المحضر عنده العرش! وحين يأتيه بعرشها أحد من حواشيه ، لم يكن