أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(١٥٩)
«ثمود» هم اخوان عاد في الطغيان ورعونة الحياة ، يتشابهان في دورهم اللعين وكورهم المهين ، ودعوة صالح الرسالية هي نفس الدعوات ثم التنديد :
(أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) ١٤٦.
«ما هاهنا» مشروح فيما هاهنا (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ...) وقد اختص «ونخل» من بين شجرات الجنات لأنها أهمها ثمرة وإنتاجا ، وكانوا يهتمون بها أكثر من غيرها ، والطلع هو الطالع من النخلة كنصل السيف في جوفه شماريخ ، والهضيم هو اللطيف من قولهم فلان هضيم الحشا أي لطيف البطن وأصله النقصان من الشيء كأنه نقص من انتفاخ بطنه فلطفت معاقد خصره ومنه (فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً).
وهو اليانع البالغ ، والذي إذا مسّ تهافت من كثرة مائه ورطوبة أجزائه.