خضوعهم في أنفسهم! أو أن «أعناقهم» تعني أعناق الأجساد إلى أعناق الأرواح ، فهي اصول العقول!
أم الأعناق هنا هم رؤساؤهم الأصلاء في الضلالة والإضلال (١)! أم هم جماعات منهم ضخمة هائلة! أو ان «أعناقهم» هي مربعة الأضلاع ، تعنيها بأسرها.
والقرآن آية سماوية روحية نازلة من سماء الوحي ، كافية لمن يعقل ، ولكنهم قوم لا يعقلون ، ف (نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ) المادية «آية» بصرية (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ) شاءوا أم أبوا (لَها خاضِعِينَ).
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ)(٥).
وهذه هي طبيعة هذا الجيل الصّلت من الناس النسناس أنهم لا يتذكرون بأي ذكر من الرحمن ، بل هم عنه معرضون ، إذ هم عنه عمون ، فلما ذا ـ إذا «ننزل عليهم آية من السماء؟» اللهم إلّا عذابا وبلاء ، فآية السماء المخضعة الأعناق ، هي للمؤمنين نور على نور ، وللمعاندين نار على نار ، فحين تظل أعناقهم لها خاضعين ليسوا ليؤمنوا بها ، ولو آمنوا فهو إيمان عند رؤية البأس ليس ليفيدهم ، فليس الله ـ إذا ـ لينزل عليهم آية من السماء بعد آية القرآن ، حجة بعد حجة ، وإنما لجة غارقة ، أو نار حارقة.
و «محدث» تعني فيما تعنيه أن ذكر الرحمن محدث أيا كان ، إذا فكلام الرحمن محدث ، وما اسطورة القدم في كلام الله قرآنا وسواه إلّا هرطقة هراء مهما سمي به علم الكلام.
__________________
(١) وهذا الأخير يناسب زمن الرجعة حيث يرجع فيها من محض الكفر محضا ، وهم أعناق الضلالة واساطينها.