يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٩١)
تأتي (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) في أربع هذه منها ، و «الأيكة» شجر ملتف ، وأصحاب الأيكة نسبوا إليها وهي غيضة وريفة من الأشجار كانوا يسكنونها وهي بلدتهم ، ورسولهم شعيب فيمن أرسله إليهم من أهل مدين وهم الأصلاء وهؤلاء فروع ف (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) (٧ : ٨٥) إذ كان منهم ، وهنا (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ) دون «أخوهم» إذ لم يكن منهم (١) وموقع مدين بين الحجاز وفلسطين حول خليج العقبة.
ولقد كانوا مخسرين الناس ، يبخسونهم أشيائهم ، عاثين في الأرض إفسادا ، فلذلك بزغت الدعوة الأصلاحية من صالح وفقا لحالتهم البئيسة كما هي سنة الرسالات المستمرة.
فهنا أوامر ونواهي ثلاث في ناحية هذه الدعوة المصلحة ، بعد ان طمأنهم برسالته الأمينة :
(أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) ١٨١.
فالكيل بين واف وطفيف وزائد ، إيفاءه واجب ، وطفيفه محرم ، وزائده راجح ، وهنا أمر بواجب الإيفاء ونهي عن محرم التطفيف والإخسار ، ولأن
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٢٤ : ١٦٣ وفي الحديث ان شعيبا أخا مدين أرسل إليهم وإلى اصحاب الأيكة.