هذا ليدل على أنه أقوى منه وأحرى (١) بل انما يدل على أن الآتي به بأمره يصلح أن ينوبه حيا وميتا! ثم «الذي» بوصفها تعرّف مكانة الآتي به مسنودا إلى لياقته ولباقته ، ومكانة سليمان عرفت من ذي قبل بأكثر من ذلك!
أم هو «خضر» (عليه السلام)؟ قد يجوز في نفسه ولكنه لا دليل عليه يتّبع ، مهما كانت لخضر مكانته العالية ، ثم لا رجاحة له على من سواه في ذلك المسرح مهما كان أرجح منهم في سواه ، حيث النص : (يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) ولم يكن خضر من ملئه وحواشيه وأعضاده الملكية.
إنه آصف بن برخيا وزير سليمان ووصيه وخليفته كما في متظافر الأحاديث.
ومنها ما يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك وصي أخي سليمان بن داود (٢).
وأما الكتاب! فهل هو كتاب التشريع؟ وكثير هؤلاء الذين يعلمونه تماما وفوق (عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) اللامحة إلى بعض العلم ، ولا يقدرون على
__________________
(١) قد مضى رواية العياشي عن علي بن محمد الهادي عليهما السلام وفيه : وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته ..
(٢) نور الثقلين ٤ : ٨٨ في روضة الواعظين للمفيد قال ابو سعيد الخدري سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناءه (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) قال ذاك ..
ومثله ما عن بصائر الدرجات عن جابر عن الباقر (عليه السلام) وعن عمر الحلال عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن عيون الأخبار عن عمر بن واقد عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وعن الكافي عن أبي الحسن صاحب العسكر علي الهادي (عليه السلام).