تتبنى المساعي على قدرها ، والحيوان أوتيت المعرفة بالله غريزيا في كل وظائفها (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ)!.
(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) ١٧.
الحشر هو إخراج جماعة عن مستقرهم بازعاج ودفع جماعة ، وهكذا يحشر الجنود المتفرقون في مختلف مستقراتهم لهدف الغزو ، أو عرضهم أمام قائدهم أمّاذا؟ ، والإيزاع هو المنع ، وهنا الحبس عن تفرقهم وحشرهم ان «يحبس أولهم على آخرهم» (١). فقد أصبح جنوده من الأقسام الثلاثة محشورة مع بعض ، دون سماح لهم بالتفرق والرجوع إلى مستقراتهم لفترة مقصودة فيما أهمه.
و «من» هنا تبعّض الجن والإنس والطير ، فلم يكن الكلّ بأسرهم جنوده ، فمن يبقى بعدهم اجمع حتى يحاربهم؟ أيحارب الحيوان الوحش أو الملائكة أمّن هم؟ ولم يتجاوز ملكه ما يعرف الآن بفلسطين ولبنان وسوريا والعراق إلى ضفة الفرات! والشيطان ـ وهو من الجن وزعيم مردة الشياطين ـ لم يكن من جنوده ، ومنهم محاربون له معارضون : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) (٢ : ١٠٢) ، ثم الشياطين العمال لم يكونوا كلهم من جنوده ، بل (وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) (٣٨ : ٣٧) (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) (٢١ : ٨٢) ومنهم من لم يطلع عليهم كمملكة سبإ حتى أخبره الهدهد! ثم الطير وهي البلايين
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٨٢ القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في الآية ...