وهذه كلها معنية من هذه «الفاحشة» لأنها المتجاوزة في العصيان المتعود حدّه.
(أَتَأْتُونَ .. وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) انها فاحشة خلاف الفطرة وخلاف الشرعة الإلهية ، (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) خلفياتها البغيضة الحضيضة خلقيا وجماعيا وإهلاكا للنسل والعائلة (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) أن أهل نوادي الفاحشة ينظرون إليكم وأنتم تفعلون ما تفعلون (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ..) (٢٩ : ٢٩)؟ ، وإتيان الفاحشة بمختلف الإبصار هكذا ، وبمسرح الأبصار ، مما يجعلها أفحش الفواحش النكيرة.
فهنا في اللواط المتعود هكذا بين قوم لوط جنبات عدة من الفاحشة ، التجاوز عن النساء إلى الرجال ، والتعود في ذلك التجاوز كقاعدة مطردة ، وإبرازها في ملإ النوادي ، مما يجعله فاحشة منقطعة النظير (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) مهما لحقهم من لحقهم من انجلترا وسواها الذين سنّوا حلّها في مجالسهم النيابية!
(... بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) أمن الجهل بمدى الفحشاء؟ (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) تطارد جهلهم! بل هو الجهالة أنهم يأتون الفاحشة وهم مبصرون تجاهلا عنها بنزوة الشهوة الطائشة العمياء ، ومن جهالتهم الجهلاء الخواء ، كخلفية لدعوة صالحة مصلحة من لوط :
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) ٥٦.
و «آل لوط» هنا هم لوط نفسه بالرساليين المؤمنين معه ، لا فقط آل النسب أو السبب حيث الأقرب منهم سببا وهي زوجته (قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) فلم تكن هي من آله فيما (قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ ..) إذ لم تكن